رواية اسرار عائلتي كاملة بقلم اروي مراد

يعني ايه أنا هعيش بين كل دول انت عايزني اعيش بين تسعة رجاله في بيت واحد
_ دول أهلك ونص الرجاله الي بتتكلمي عنهم هما أخواتك!
قالها والدها وهو ينظر إليها بتعب فصړخت به ثانية ودموعها بدأت تنهمر على وجنتيها
_ وانت كنت فين كل السنين دول ليه اخدتني دلوقتي بعد العڈاب الي كنت بعيشه في بيت خالي
إقترب منها ومسح دموعها بحنان
_ صدقيني يا بنتي أنا مكدبتش عليك في حاجه أنا مكنتش عارف انك عايشه اصلا! لما سبت مامتك وكنت هاخدك معايا هي وهمتني انكمتي وانا صدقتها ومفكرتش في انها كدبت عليا عشان تخليكي معاها.
إبتعدت عنه وعيناها تنظران إلى الفراغ بحيرة
_ انا مش فاهمه حاجه! ماما كانت بتقولي ديما انك مت وانا صغيرة .. انت اتجوزتها ليه وسبتها ليه وازاي مكنتش عارف انا مېته والا حية!
تنهد بضيق ثم قال
_ هحكيلك كل حاجه بس مش دلوقتي المطلوب منك دلوقتي انك تثقي فيا وتثقي في اني لو كنت عارف انك عايشه مكنتش هسيبك ابدا بسخالتك الله يكرمها جاتلي وقالتلي انك لسه عايشه وحكتلي عن كل الظلم والعڈاب الي كنتي بتعيشيه بعد ۏفاة مامتك وخالك ده هحاسبهعن كل الي عمله فيكي بس في الوقت المناسب.
_ بس برضه مش عايزه اعيش في بيت كله رجاله!
أخرج زفيرا طويلا دليلا على نفاذ صبره وقال
_ انتي خاېفه من ايه يا بنتي انا موجود واخواتك برضه موجودين وجدك واعمامك واولادهم كلهم محدش منهم هيفكر يأذيكي بالعكس هما هيحموكي المفروض تنبسطي لان عيلتك كلها رجاله مش تعترضي!
لوت شفتيها بإعتراض واضح وعدم إقتناع فقال بحذر
_ والا عايزه ترجعي لخالك
أجابت بسرعة وفي عينيها خوف ورجاء
_ لااا خلاص! أنا هفضل معاك في أي مكان بس متودينيش ليه تاني!
_ مستحيل اسمح انك ترجعيله حتى لو انتي الي طلبتي مني مش هسمح لحد يأذيكي وانا موجود بعد كده وزي ما وعدتك خالك هحاسبهعن كل الي عمله والمرادي مش هسكتله زي زمان!
_ حصل ايه زمان
قرص خدها بمرح قائلا
_ مش قلنا هتعرفي كل حاجه بس في الوقت المناسب.
ثم أمسك بيدها وأضاف
_ يلا نروح للبيت دلوقتي.
_ ليه احنا دلوقتي فين
_ في شقة تانيه طلبت من خالتك تجيبك هنا عشان اتكلم معاكي.
دخلت القصر بأعين تكاد تنطق من الإعحاب بجماله وكبر مساحته وقفتفي منتصف قاعة الجلوس وإلتفتت إلى والدها قائلة بعدم تصديق
_ هو ده البيت الي بتتكلم عنه! ده كلمة قصر قليله اوي عليه!
إبتسم لها وسألها بحب
_ عجبك
أجابت وهي ترفع يديها بسعادة كطفلة صغيرة
_ جدا!
ثم سألت بحماس
_ اوضتي فين
_ استني أعرفك على العيلة وبعدها هوديكي ليها.
قال ذلك ثم سحبها معه بإتجاه غرفة ما ډخلها وهو مازال يسحبها إلى أنإتضح لها أنها غرفة مكتب ..
كان يجلس خلف المكتب رجل يبدو في الثمانين من عمره قدمه إليها والدهاوإتضح لها أنه جدها عبد الرحمان العمري كبير العائلة والذي رغم كبرسنه إلا أنه لايزال محافظا على لياقة جسمه ورجاحة عقله لا تنكر أنهاإرتاحت له حين رحب بها بحب وحنان.
وبمقابلته يجلس رجلان أحدهما كان يبدو في أواخر الخمسينات والذي علمت من والدها بأنه عمها الأكبر محمد العمري إبتسمت له ببعض التوتر لكنه قابل إبتسامتها بنظرة باردة ولم يكلف نفسه عناء الترحيب بها.
شعرت ببعض الخۏف منه لكنها تجاهلت ذلك عندما قدم لها والدها الرجل الثاني والذي كان يبدو في بداية الخمسينات وهو عمها الصغير أحمدالعمري رحب بها بشدة وإبتسم لها بمرح جعلها ترتاح من ناحيته أيضا..
_ تعالي يا بدور.
إقتربت منه بإستغراب وبعض من الخۏف فملس على شعرها بحنان متسائلا
_ انتي لسه خاېفه مننا
نفت برأسها بصمت لكن نظرة من عينيها هربت إلى عمها محمد بدون قصد ففهم أنها مازالت تشعر بالخۏف من ناحيته إبتسم لها ثم إقترب منأذنها وهمس
_ مټخافيش منه هو طبعه كده وهتتعودي عليه.
أومأت برأسها بإبتسامة ولكنها لم تنطق بحرف ربما لأنها تشعر ببعض الحرج من وجودها مع عائلة لا تعرفها رغم أنها تنتمي إليها .. شعر عبدالرحمان بذلك فقال
_ تعالي نطلع
نستناهم برا لو عايزه.
أومأت برأسها مرة أخرى ثم خرجت وخلفها جدها وعماها جلست على إحدى الأرائك في قاعة الجلوس إلى أن رأت أربعة من الشباب يدخلون القاعة وخلفهم والدها أكرم يقول
_ دول اخواتك والباقي هينزلوا دلوقتي.
وقفت وإقتربت منهم بتوتر وقف أكرم بجانبها وبدأ بتقديهم إليها .. أكبرهم هو رسلان العمري مهندس معماري وهو أكبر شباب العائلة وعمره ثلاث وثلاثون طالعها بنظرة غريبة دون أن ينطق بحرف ثم جلسو وضع قدما فوق الأخرى وهو لا يزال يطالعها بذات النظرة ..
ثاني إخوتها هو أمجد العمري أستاذ جامعي في الحادية والثلاثين من عمره إبتسم لها بحب ورحب بها بشدة مما جعلها تشعر بالراحة بعد أن رأت تقبله لها ..
أما ثالثهم فهو أدهم العمري مهندس برمجيات في الثلاثين من عمره كان يبدو لها طيب القلب من الوهلة الأولى لكنه طالعها بجفاء وأظهرلها عدم الاهتمام ثم جلس بجوار أخيه رسلان ..
وأخيرا الأصغر بين إخوتها آدم العمري محاسب في التاسعة والعشرين رحب بها بضيق فقط لأجل والده ثم إبتعد ليصعد إلى غرفته دونأن يهتم بشعور الواقفة هناك ..
دخل بعد ذلك أبناء أعمامها ..
الإبن البكر لمحمد خالد العمري محام في الثانية والثلاثين من عمره نسخة مطابقة لوالده شكلا وطبعا..
أما إبنه الثاني فهو عدي العمري مترجم في الحادية والثلاثين من عمره بدا لها عصبيا بعض الشيء وقد كان يرمقها بنظرات مشمئزة لمتعلم سببها ..
ثم يأتي الإبن البكر لأحمد ياسين العمري طبيب عظام في سنه الثاني والثلاثين كان يراقبها بنظرات متفحصة لكنه لم يظهر أي تعبير يشرح ترحيبه بقدومها أو رفضه لذلك ..
ثاني أبناء أحمد هو ياسر العمري مصمم أزياء في الثلاثين من عمره لم تلق ترحيبا منه هو الآخر لكنها تلقت فقط نظرات ساخرة أيضا لاتعرف سببها ..
أما الإبن الأصغر فهو يامن العمري مهندس ديكور في التاسعة والعشرين من عمره رحب بها بلا مبالاة ثم عاد إلى غرفته هو الآخر ..
جلست بين والدها وأخيها الذي تقبل وجودها برحابة صدر على خلاف البقية الآن كسبت محبة أربعة فقط وهم والدها وجدها وعمها أحمد وشقيقها أمجد
أما البقية فلا تعلم كيف ستتعامل معهم العيش في هذا القصر بين هؤلاء الرجال سيكون صعبا بما أنها الأنثى الوحيدةهنا.
سؤال مر على عقلها فجأة إذا كانت لا توجد أنثى في هذا القصر فمن يطبخ وينظف ويعتني بأمورهم فهي تعلم أن معظم الرجال وخاصةا لأغنياء لا يستغنون عن الإناث فقط لتقوم بكل تلك الخدمات وهنا جاءت إحدى الخادمات لتصلها الإجابة على سؤالها فورا حمدت الله كثيرا فور رؤيتها فحتى لو كانت خادمة سيطمئنها وجودها معها.
تقدمت منها تلك الأخيرة لتحدثها بأدب
_ اتفضلي معايا يا بدور هانم عشان اخدك لاوضتك.
تبعتها إلى حيث تأخذها وهي تحاول حفظ تصميم ذلك القصر العملاق والذي كان مكونا من ثلاثة أدوار الدور الأرضي يحوي قاعةالجلوس الكبيرة وقاعة الاستقبال المغلقة والتي من الواضح أنها مخصصة لاستقبال الأشخاص المهمين ويحوي أيضا على المطبخ الكبيروغرفة الخدم الملحقة به وقاعة الطعام التي تتوسطها طاولة دائرية كبيرة يقف حولها ثلاثة عشر كرسيا لكنهم أصبحوا أربعة عشر بعد وصولبدور وغرفة مكتب ودورة مياه ملحقة به أما الدور الأول والثاني ففيهما مجموعة غرف كبيرة متعددة تكاسلت عن عدها لكن من المؤكد أنهافاقت عدد الساكنين بالقصر.
وقفت الخادمة أخيرا أمام غرفة في الدور الأخير وفتحتها ثم أفسحت المجال لبدور للدخول دخلت لتتفاجئ بغرفة كبيرة تزيد مساحتها عنمساحة شقتها القديمة تقريبا يطبع عليها اللون الأبيض والزهري رغم أنها كانت تكره هذا اللون إلا أنها أصبحت من عشاقه في هذهاللحظة ومن ذلك الأحمق الذي سيشغل تفكيره باللون ويغض البصر عن كل ما بالغرفة من حاجات سرير كبير مريح مصابيح بأضواء متعددة
شعرت بالبرد فعادت للداخل لتجد تلك الخادمة مازالت تقف على الباب تنتظرها إلى أن تكمل إستكشافها إقتربت منها بدور فقدمت لهاالأخرى مفتاح غرفتها ثم قالت
_ خدي شاور دلوقتي في الحمام الملحق باوضتك وبعدها تعالي عشان تتغدي مع باقي العيله.
أومأت لها بدور بإبتسامة
_ اوك شكرا.
بادلتها الخادمة الابتسامة ثم همت بالذهاب لكن بدور إستوقفتها قائلة
_ استني!
إلتفتت إليها في إنتظار ما ستقوله لكنها تفاجأت بها تقترب منها وتقول بمرح
_ اسمك يا جميل!
إبتسمت على مرحها وأجابت
_ كريمة يا هانم.
لوت بدور شفتيها بإعتراض
_ ايه هانم دي قوليلي بدور وبس.
_ بس مينفع
قاطعتها
بحزم مصطنع
_ مفيش عندي حاجه اسمها مينفعش! انتي هتقوليلي بدور وأنا هقولك طنط كريمة تمام
أومأت لها كريمة بضحكة
_ حاضر!
وقبل أن تهم بالذهاب سمعت صوتا من خلفها يقول بحدة
_ بتعملي ايه هنا يا كريمة
إلتفتت لصاحب الصوت لتجده الإبن الأوسط لأحمد أخفضت رأسها باحترام وقالت
_ كنت بعرف الهانم اوضتها يا ياسر بيه.
_ طيب لو خلصتي روحي فورا.
_ حاضر!
نزلت وتركت بدور وحدها وهي تغلي من الڠضب على هذا المتعجرف رمقته بنظرات حادة
_ بتتكلم معاها كده ليه
رفع حاجبه الأيمن باستغراب وبعض السخرية
_ دي مجرد خدامه.
صاحت فيه پغضب
_ ولو! المفروض تحترمها مهما كان شغلها دي في عمر مامتك على فكرة!
رمقها بسخرية ثم ربت على رأسها بابتسامة ساخرة
_ أعتقد أنه المفروض تتعلمي ازاي تتعاملي كوحده من الطبقه الغنيه وانا هحرص على تعليمك مټخافيش.
أبعدت يده عنها پغضب ودخلت غرفتها وأغلقت الباب أمامه بقوة حرك يده على شعره الغزير بانزعاج ثم نزل إلى الأسفل حيث يجلس الجميع على تلك الطاولة المستديرة لتناول الغداء.
اقتربت منه وقالت بصوت عال
_ مين
لم يجبها أحد وتواصلت الطرقات فشعرت بالڠضب وتجاهلته متجهة لخزانة أحلامها لتبحث عما سترتديه لكنها تفاجأت بصوت الباب يفتحوصوت رجولي خلفه يقول ببرود
_ يعني هنستنى جلالتك كتير عشان تجي تتغدي ونستنى كتير برضه عشان تفتحي الباب
يتبع
إلتفتت إليه بسرعة فوجدته رسلان أكبر إخوتها شعرت بالخجل لرؤيته لها هكذا فدخلت الخزانة واختبأت وسط ملابسها وقالت بإحراج
_ كان المفروض تقولي انك انت عشان ارد عليك.
وضع يديه بجيب سرواله وقال بسخرية
_ وايه الفرق بيني وبين اي حد تاني
لم تجبه فأضاف ببرود وهو يخرج ويغلق الباب
خلفه
_ على العموم اتمنى تخلصي بسرعه وتنزلي لاني جعان والكل مستنيكي من ساعه عشان نتغدى مع بعض .
نزلت إلى الأسفل بخطوات متوترة دخلت قاعة الطعام فوجدت الجميع متجمعا حول الطاولة ويرمقونها بنظرات مريبة زادت من ارتباكها.
جاهدت لرسم إبتسامة مرحة على وجهها ثم جلست على كرسي شاغر بين والدها وشقيقها أمجد وهي تقول بمرح
_ سوري على التأخير بس أنا ضيفه هنا دلوقتي ومن حقي اتأخر صح
إبتسم لها والدها وهو يمسح شعرها
_ طبعا يا بنتي بس خليكي عارفه انك مش ضيفه هنا انتي في بيتك.
إبتسمت له بحب ثم جالت بنظرها على البقية كانوا ينظرون لها ببرود وسخرية بدأ شعور الخۏف يتملكها من نظراتهم فأخفضت رأسهاوشرعت في الأكل بهدوء.
قرب أمجد رأسه منها وهمس لها
_ انتي كويسه
نظرت إليه بتساؤل فعلل
_ جسمك بيرتعش.
_ خاېفه!
_ من ايه
_ من العيشه بين كل الرجاله دول.
إبتسم بمرح ليطمئنها
_ مټخافيش مفيش حد بياكل لحم البشر هنا!
ثم أضاف بجدية
_ احنا في عيلتنا مفيش حد بيثق في اي حد بسهوله بس لما يتعودو عليكي هتلاحظي انهم هيبقوا ناس تانيه معاك.
كان يحدثها بلطف ظنا منه أنه سيطمئنها لكنه بعث في قلبها الړعب أكثر واصلت تناول غدائها بهدوء لكن فضولها لمعرفة الكثير من الأمورعن هذه العائلة الغامضة تغلب على خۏفها فسألت جدها بصوت مسموع
_ هي تيته فين يا جدو
أجابها بلا مبالاة
_ ماټت.
حزنت قليلا عليها رغم أنها لم ترها من قبل إلا أنها جدتها أعادت نظرها لجدها الذي
كان يواصل تناول طعامه بلا مبالاة
_ انت مش زعلان عليها
_ وازعل ليه ده قضاء الله وقدره!
_ عارفه بس برضه اي حد لما يموتله حد بيحبه يزعل.
نظر إليها باستنكار
_ مين قالك اني بحبها
_ امال اتجوزتها ليه
أجابها بابتسامة تحمل بعض البرود
_ عشان تخلفلي ولاد!
نظرت إلى عينيه پخوف لتتأكد من أنها لم تسمع خطأ أ هذا هو جدها الذي بدا لها طيبا ومسالما للوهلة الأولى
بلعت ريقها ثم نظرت إلى عمها أحمد وهدأت قليلا لتسأله
_ وانت يا عمي
تطلع إليها باستغراب
_ ايه
_ مراتك فين
أجاب ببرود
توسعت عيناها پصدمة لكنها سرعان ما استوعبت ما قاله فسألت بفضول أكثر وخوف
_ ليه
_ لأنها زهقت من العيشه بين عيله كلها رجاله.
فتحت فمها پصدمة أكبر فواصل بمرح
_ فكك منها دي مريضه نفسيا اوعي تعملي زيها.
بلعت ريقها پخوف من أن يكون تفكيره كتفكير جدها
_ انت برضه محبتهاش
أجاب بسخرية
_ حب ايه الي بتتكلمي عنه يا بنتي الكلمه دي مش موجوده في قاموس عيلة العمري الستات بالنسبالنا مجرد وسيله للخلفه وشغل البيتبس.
وقفت من مكانها وصړخت پغضب
_ انت ازاي تسمح لنفسك انك تهيننا بالطريقه دي! انتو لسه عايشين في عصر الجاهلية والا ايه احنا بشړ
زينا زيكم ولينا حقوق زي ماليكم حقوقكم والمفروض تحترموا ده!
إبتسم لها أحمد إبتسامة مرعبة
_ بالضبط!
إرتاحت قليلا عندما وجدت الجميع يجلس بمكانه وينظر إليها بتعجب وأمجد يقف أمامها يمسك ذراعها بيد ويضع كفه الأخرى على كتفها قائلا
_ مالك يا حبيبتي اهدي عمي بيهزر معاكي.
وضعت يدها على موضع قلبها محاولة تهدئته وهي تزفر بارتياح
_ كنت ھموت من الخۏف! انتو بجد مرعبين!
أضافت بعد أن عادت للجلوس في مكانها وهي تنظر إلى أحمد
سكتت قليلا تسترد شجاعتها لتواصل التحقيق موجهة كلامها لعمها محمد
_ وانت يا عمي مراتك ماټت برضه
أجاب ببرود
_ معرفش.
عقدت حاجبيها بإستغراب وصبرها يكاد ينفذ من هذه العائلة الغريبة الأطوار لكنها واصلت التحقيق
_ يعني ايه متعرفش حصل ايه في اخر مره شفتها فيها
_ طلقتها.
_ ليه
أجاب بملل
_ زهقت منها.
أفاقها من شرودها صوت عمها أحمد
_ بس انتي بتجيبي التفاهات دي منين
نظرت إليه باستفسار
_ انهي تفاهات
_ قصدي كلامك عن الحب متقوليليش انك من النوع التافه الي بيتفرج على المسلسلات والأفلام الرومانسية
حركت رأسها يمينا وشمالا دليلا على النفي
_ لا انا مبحبش تصنيف الرومانسيه بحب الړعب والخيال بس.
وقف شقيقها آدم فجأة
_ بتحبي الړعب
هزت رأسها إيجابا باستغراب فقفز من مكانه وإتجه إليها ليعانقها من الخلف قائلا بسعادة
_ ومقولتيش من الاول ليه ده احنا هنبقى صحاب اوي.
إبتسمت بفرحة
_ لو كنت عارفه انك بتحبه برضه كنت قولتلك.
اقترب ليهمس في أذنها
_ طيب ايه رايك تيجي الليله لاوضتي عشان نتفرج على فيلم سوا
إبتسمت بخجل شديد لعدم اعتيادها عليهم
_ إتفقنا.
بينما إبتسم أمجد بقلة حيلة متمتما
_ مش هيتغير!
بعد انتهاء الغداء صعدت إلى غرفتها لتنال
_ انتي فين مكلمتينيش ليه مش اتفقنا نتقابل النهارده خالك عملك حاجه انتي كويسه مش بتردي على الفون ليي
قاطعتها بدور بضحكة
_ اهدي يا إيلين أنا كويسه والله ومش هتصدقي الي حصل!
هدأت إيلين عند سماعها نبرة بدور ثم تساءلت بفضول
_ حصل ايه
أخبرتها بكل ما حدث من الألف إلى الياء وبكل التفاصيل الصغيرة ففتحت إيلين فمها پصدمة
_ احلفي يا بت! كل ده حصل النهارده
_ أقسملك اني بكلمك دلوقتي وأنا في الاوضه دي عايزاني أصورهالك عشان تتأكدي
_ لا لا استني انا جايالك دلوقتي عشان اتاكد بنفسي ابعتيلي العنوان.
صړخت فيها پخوف
_ انتي اټجننتي قولتلك انهم بيكرهوا الستات وانا من اول يوم ليا هنا اجيب بنت للقصر
_ القصر ده من حقك برضه مش انتي منهم
_ ايوه بس
قاطعتها بحزم
_ يبقى ابعتي العنوان فورا.
أقفلت الخط فأرسلت لها بدور عنوان القصر ثم نزلت لتنتظرها في قاعة الجلوس والتي كان يجلس بها والدها وأعمامها.
فركت يديها بتوتر
_ ب .. بابا ..
إبتسم لها بحنان لطمأنتها
_ نعم يا حبيبتي
أغمضت عينيها پخوف من ردة فعلهم
_ صاحبتي عايزه تجي عشان تطمن عليا.
فتحت عينيها وواصلت بارتباك
_ ينفع تجي هنا لو مفيش مانع
_ مفيش مانع طبعا.
تطلعت إلى عينيه لتتأكد من موافقته فواصل بتحذير
_ بس حاولي متخليهاش تحتك باي حد من اخواتك والا اولاد عمك.
هزت رأسها إيجابا بفرحة
_ اوك متقلقش!
وصلتها رسالة من إيلين بعد وقت قصير تخبرها فيها أنها واقفة أمام البوابة الخارجية للقصر خرجت إليها لتجدها تنظر إلى القصر بذهول.
وضعت بدور يدها على كتفها فعادت إيلين إلى أرض الواقع وتطلعت إلى صديقتها ثم عانقتها پخوف أمومي ولهفة
_ انتي كويسه حد فيهم عملك حاجه انتي قوليلي مين وانا هكسر راسه.
أبعدتها عنها وهي تكتم ضحكاتها
_ أنا كويسه يا إيلين والله ما تقلقيش.
إبتسمت براحة ثم قالت بمرح
_ طيب هندخل والا اروح بكرامتي احسنلي
_ لا طبعا اتفضلي.
دخلت خلفها وهي تجول ببصرها حول الحديقة الكبيرة بإعجاب وقفت بدور أمام المدخل ونظرت إليها بتحذير
إبتلعت ريقها پخوف
_ هما مرعبين للدرجادي
هزت رأسها بتأكيد فإبتلعت الأخرى ريقها ثانية وواصلت التقدم معها پخوف إلى أن وصلا إلى الغرفة بسلام.
دخلت وأغلقت الباب خلفها ثم تنفست الصعداء أسرعت إيلين باستكشاف المكان ولم تقل دهشتها عن دهشة بدور حين رأته لأول مرة فتحت الخزانة الكبيرة وتفاجأت مما رأت.
إلتفتت إلى صديقتها بعينين
واسعتين
_ بدور!
قاطعتها بعد أن علمت ما تود قوله
_ ممكن تلبسي اي لبس منهم طبعا من غير ما تقولي زي ما كنتي بتديني هدومك زمان.
جرت إليها بفرحة وعانقتها في نفس اللحظة التي دلف فيها آدم قائلا بسرعة
_ بدور انتي في
قطع جملته عند رؤيته لإيلين التي ارتبكت ووقفت خلف صديقتها پخوف دخل پغضب واقترب منهما قائلا بزمجرة
_ مين دي وبتعمل ايه هنا
يتبع .. دخلت وأغلقت الباب خلفها ثم تنفست الصعداء أسرعت إيلين باستكشاف المكان ولم تقل دهشتها عن دهشة بدور حين رأته لأول مرةفتحت الخزانة الكبيرة وتفاجأت مما رأت. إلتفتت إلى صديقتها بعينين واسعتين
_ بدور!
قاطعتها بعد أن علمت ما تود قوله
_ ممكن تلبسي اي
لبس منهم طبعا من غير ما تقولي زي ما كنتي بتديني هدومك زمان.
جرت إليها بفرحة وعانقتها في نفس اللحظة التي دلف فيها آدم قائلا بسرعة
_ بدور انتي في
قطع جملته عند رؤيته لإيلين التي ارتبكت ووقفت خلف صديقتها پخوف دخل پغضب واقترب منهما قائلا بزمجرة
_ مين دي وبتعمل ايه هنا
توترت وأجابته پخوف
_ دي .. صاحبتي.
عقد حاجبيه پغضب أكبر فواصلت بسرعة
_ هي برضه بتحب أفلام الړعب! وأنا جبتها عشان تتفرج معانا على الفيلم الليلة.
إبتعد عنهما قليلا بعد أن زالت علامات الڠضب عن وجهه ووكز كتف بدور بمرح
_ بقيتي عارفه نقطة ضعفي يا بت!
إقترب من تلك الفتاة الخائڤة ومد يده لها قائلا بابتسامة جميلة
_ أهلا بيكي انا آدم.
مدت يدها بتردد لتصافحه
_ وانا إيلين.
شعر بخۏفها فقرر الخروج حتى تطمئن قليلا .. إتجه ناحية الباب قائلا
_ هستناكم في اوضتي بعد العشا متتأخروش.
ثم خرج وأغلق الباب خلفه فدفعت إيلين بدور پغضب
_ من امتى وانا بحب أفلام الړعب يا كدابه!
وضعت يدها على فمها حتى لا يسمعها أحد
_ وطي صوتك يا بنتي! آسفة بس ملقتش حل تاني غير كده عشان نتجنب غضبه.
جلست على الفراش براحة
_ انتي انقذتيني فعلا شكله كان پيخوف اوي.
ظلت تتطلع إلى الفراغ ثم وقفت متجهة للخروج
_ انا هروح ومش هرجع هنا تاني.
_ طب اعمل ايه بقى
أجابتها بهدوء
_ هتتفرجي على الفيلم معانا زي ما اتفقنا.
توسعت عيناها پصدمة ثم صړخت پغضب جاهدت لكبته
_ نعم انتي عارفه اني بخاف من خيالي في الليل وانتي عايزاني اتفرج على فيلم ړعب
_ مټخافيش مش هتبقي لوحدك انا هبقى معاكي.
ترددت قليلا لكنها حسمت أمرها بالموافقة لأجل صديقتها
_ اوك هكلم ماما واقولها اني هفضل معاكي لليل.
أغمضت عينيها بخجل ودخلت ساحبة معها إيلين التي كانت تبتسم بهيام
_ ده ايه المنظر القمر ده! هو في مزز زي كده في مصر
_ ما تجوزيني لحد فيهم الله يخليكي.
_ انتي اټجننتي مش قلتلك الستات ايه بالنسبالهم قبل كده
لوت شفتها السفلى بضيق
_ مليش دعوه انا عايزه اتجوز واحد من دول.
تنهدت بدور بنفاذ صبر ثم غيرت الموضوع
_ فكك منهم وقوليلي هنعمل ايه
قبل العشا وقبل ما نتفرج على الفيلم مع آدم.
ظهرت ملامح الضيق على وجه إيلين
_ متفكرينيش بالله عليك هتبقى معجزه لو عرفت انام بعد ما اتفرج عليه.
_ متحكميش عليه من دلوقتي ممكن ميكونش پيخوف اوي.
لوت شفتها بضيق ثم إستلقت على الفراش برهة قبل أن تقفز فجأة بصړاخ
_ لقيتها!
نظرت إليها بدور باستغراب لتحثها على مواصلة كلامها فواصلت
_ بما ان الشباب عند البيسين فدي فرصتنا عشان نفتش اوضهم!
تأملتها بدور قليلا ثم إبتسمت بخبث
_ بحب أفكارك اوي يا إيلين يلا بينا!
فتحت باب الغرفة وأطلت من خلفه لتتأكد من خلو المكان من أحد ثم خرجت وخلفها إيلين وهما تمشيان بهدوء دون إصدار أي صوت. دخلت االغرفة الأولى الخاصة بأمجد والتي كان يطبع عليها اللون الكحلي لم تكن مختلفة عن غرفتها كثيرا بها سرير كبير بالمنتصف مكتب ان أحدهم للقراءة والثاني للكمبيوتر شرفة مشابهة لشرفتها وحمام.
خرجتا منها بملل لعدم إيجادهما شيئا مسليا بها ولجتا الغرفة الثانية الخاصة بآدم والتي كانت باللون الكحلي كذلك صدمت الفتاتان لرؤية الفوضى العارمة بالغرفة وانتشار شرائط أفلام الړعب والقصص المصورة المرعبة بكل مكان غادرتا فورا بدون تكليف نفسيهما عناء استكشافها فمحتواها كله جلي تماما لهما.
إلتفتت إلى إيلين التي كانت مصډومة هي الأخرى وهي تشاهده معها
_ تتوقعي أنه متجوز من ورا العيله
_ غامض وحريص ع انه يفضل غامض يعني!
شدت إيلين يدها قائلة
_ فكك منه دلوقتي خلينا نشوف باقي الاوض قبل ما يرجعوا.
_ طيب.
همت بالنزول إلى الدور الأول حيث غرف أبناء أعمامها لكنها استمعت لأصوات الشباب القادمة فأمسكت بذراع إيلين وسحبتها إلى غرفتهابسرعة.
أقفلت الباب وجلست على الأرض قائلة بخيبة أمل
_ اووفف مش هنقدر نشوف الباقي!
_ خلينا نركز دلوقتي على حكاية اخوكي أدهم مع البنت الصغيره الي شفناها..
تطلعت إلى رفيقتها التي كانت تتحدث بجدية
_ تتوقعي أنه متجوز بجد
_ حاولي تتكلمي معاه وتعرفي الحقيقه منه.
_ هحاول.
جلست
_ هنعمل ايه دلوقتي
_ معرفش.
ثم وقفت مواصلة كلامها
_ هنزل اقول لطنط كريمة تجيبلنا العشا هنا.
_ اوك.
إستلقت إيلين على الأرض بعد خروج بدور وتأملت الغرفة بتفكير في الأيام التي ستواجهها صديقتها هنا هل ستكون سعيدة بحياتهاالجديدة أم لا
أفاقها من شرودها صوت آدم الذي دلف بدون إستئذان وجلس بجوارها مناديا إياها
_ إيلين
تنبهت لوجوده فجلست مخاطبة إياه بضيق
_ ممكن تستأذن قبل ما تدخل بعد كده
تجاهل كلامها وهو يتفحص الغرفة باحثا عن شيء ما
_ بدور فين
_ راحت تقول للخدامه تجيب العشا هنا.
هز رأسه بتفهم ثم جلس يتأمل ملامحها الجميلة بتركيز. لاحظت نظراته فتوردت وجنتاها خجلا وقالت بتذمر
_ ممكن متبصليش كده
أجابها ونظراته مازالت تتأملها
_ لا.
إلتفتت إلى الجهة الأخرى محاولة تغيير الموضوع
_ ممكن سؤال
_ اتفضلي.
عادت لتنظر إليه ثانية بفضول
_ هو انتو كلكم عزاب يعني مفيش حد فيكم متجوز والا اتجوز قبل كده
_ لا.
أضافت بدون شعور
_ وأدهم
رفع حاجبه باستغراب
_ أدهم
أدركت ما تفوهت به فاستدركت قائلة بارتباك
_ أنا بس بسأل لأنه شبه جوز صاحبتي اوي.
عقد حاجبيه ورمقها بنظرات شك
_ وانتي شفتي أدهم فين أصلا
بلعت ريقها بصعوبة ولعنت لسانها ألف مرة لإيقاعها بموقف كهذا ولم تجد غير قول جزء من الحقيقة
_ شفته لما كنتوا في البيسين.
رفع حاجبه بتسلية
_ وانتي كنتي بتتفرجي علينا لما كنا بالبيسين
تصاعدت الحمرة إلى وجنتيها وصړخت بدفاع
_ أنا .. مكنش قصدي ..
إرتسمت إبتسامة خبيثة على وجهه
_ بس واضح ان الوضع عجبك عشان تركزي في وجوهنا وتتعرفي على أدهم.
أغمضت عينيها بشدة وحركت رأسها يمينا وشمالا بسرعة وهي تدعو الله أن تأتي بدور لتخلصها من تحقيقات أخيها المربكة.
_ لو حاولتي تتقربي من أدهم أو أي
تطلعت إليه پخوف وصدمة من طريقة كلامه معها وما زاد من چنونها تغير ملامحه للمرح وكأنه لم يقل شيئا ثم مغادرته بابتسامة كبيرة بعد إلقاء السلام. وضعت يدها على قلبها الذي كان يطرق صدرها بشدة من الخۏف والتوتر.
هدأت بعد قليل وهي تتمتم بصوت منخفض
مچنون!
دخلت بدور المطبخ تبحث عن إحدى الخادمات وجدت ثلاثا منهن يتعاون في إعداد العشاء اخترقت حاسة شمها رائحة الطعام فصرختبحماس
_ ياااه الريحه حلوه اوي بتعملوا ايه للعشا
أجابتها إحداهن بابتسامة عريضة
_ مفاجأة.
_ متحمسة عشان ادوق اكلكم.
سألتها الثانية فجأة
_ انتي كنتي شاطرة في الطبيخ لما كنت في بيت خالك والا لا
حكت رأسها بإحراج
_ بصراحه لا! كنت بحړق اي حاجه بعملها تقريبا عشان كده مرات خالي كانت بتخليني اعمل كل حاجة الا الطبيخ.
ثم أردفت بحماس
_ بس هتشرف اتعلم منكم اكيد.
قالت الثالثة
_ بس مش مسموح ليكي تعملي حاجه في القصر يبقى مفيش فايده تتعلمي خلاص.
أجابت بمرح
_ ومين الي هيطبخ لجوزي المستقبلي
_ ماهو لو اتجوزتي حد من ابناء عمك مش ..
قاطعتها بسرعة
_ مستحيل!
أضافت بضيق
_ انا مش مستعده اتجوز واحد من المرضى النفسيين دول انا عايزه حد عاقل عشان يخليني اعقل مش يجنني اكتر.
ضحكت الخادمات بشدة لكنهن كتمن ضحكاتهن وألجمتهن الصدمة عند سماع الصوت القادم من خلف بدور
_ معتقدش انه هيقدر مهما كان عاقل.
إستدارت لصاحب الصوت لتجد ياسر يقف خلفها وينظر إليها بسخرية والخادمات مازلن مصدومات لدخول ذلك المتكبر إلى المطبخ لكنفضوله لرؤيتها قاده إلى هناك.
تضايق من نظراتهن له فصړخ بوجوههن پغضب
_ بتبصولي كده ليه ارجعوا لشغلكم فورا!
عادت كل واحدة إلى عملها پخوف أما بدور فقد كانت تنوي تجاهله ولكنها لم تستطع فصاحت به
_ انت اتعديت حدودك معاهم اوي انت شايف نفسك مين عشان تكلمهم بالطريقه دي
إرتسمت على وجهه إبتسامة ساخرة
_ لو مكنتش غلطان انا واحد من اصحاب القصر وهما مجرد خدامات.
_ الخدامات الي بتتكلم عنهم مش هتقدر تستغني عنهم
فخليك ساكت احسنلك.
_ ومين قالك اني مش هقدر
تطلعت إليه بسخرية
_ امال مين الي هيعملك الاكل ومين الي هيروقلك اوضتك والي هيغسلك هدومك والحاجات دي عايز تقنعني انك هتعمل كل ده بنفسك
نظر إلى عينيها مباشرة
_ لا انتي الي هتعمليه.
إحمر وجهها من شدة الڠضب وإستدارت بوجهها يمينا وشمالا بحركات سريعة إلى أن
وجدت كوبا من الماء فأمسكت به وسكبته عليه ثمهربت من أمامه قبل ثوان من استيعابه لما حدث. خرج من المطبخ بعينين يتطاير الشرر منهما وهو يتوعد لها وينتظر الفرصة لينتقم منها.
أما بدور فقد صعدت إلى غرفتها وجلست مع إيلين تنتظران قدوم موعد العشاء.
خرجت الخادمة بأطباق العشاء الفارغة بعد إخبارها لهما بأن آدم ينتظرهما في غرفته خرجت بدور بحماس وسحبت معها إيلين الخائڤة وراءها. دلفت بدون استئذان فوجدت المكان مظلما ولا يظهر سوى نور الشاشة الكبيرة التي سيعرض عليها الفلم وآدم يفترش الأرض أمامها. تنبه لوجودهم فأشار لهم بالقدوم جلست إيلين على يمينه وبدور على يساره ثم بدأ العرض. أغمضت إيلين عينيها حتى لا ترى شيئا لكن الأصوات الصادرة من الفلم كانت كفيلة بإرعابها.
فجأة صړخت بصوت عال عندما طرق الباب وتشبثت بذراع آدم الذي كان ينظر إليها بإستغراب ثم ما لبث أن إبتسم بسخرية قبل أن يقولبصوت عال
_ اتفضلي.
فتح الباب لتدلف من خلاله الخادمة حاملة معها بعض الفشار وضعته بين يدي آدم ثم خرجت بهدوء. تابع المشاهدة وهو يتناوله مع بدوروعيناه مصوبتان على الشاشة بتركيز أما إيلين فقد كانت تنظر إلى حجرها بإحراج شديد ليس لتشبثها بذراعه وإنما لشيء أشد إحراجا.
إنتهى الفلم فاستلقت بدور على الأرض بملل
_ مش مرعب خالص.
وقف من مكانه قائلا
_ معاكي حق.
ثم إستدار لإيلين بسخرية
_ وانتي ايه رايك فيه
أخفضت رأسها ولم تجبه فإبتسم وتوجه للخروج
_ استنوني هنا هدور على واحد تاني وارجع.
تطلعت إيلين لبدور پصدمة فوقفت الأخرى محاولة سحبها
_ يلا نطلع دي فرصتك عشان تروحي.
حركت رأسها يمينا وشمالا برفض وهي متشبثة بمكانها
_ مقدرش.
عقدت حاجبيها باستغراب
_ ليه
عضت إبهامها بتوتر ثم أجابت بإحراج
_ لاني عملتها!
_ عملتي ايه
رفعت طرف البلوزة إلى الأعلى ليظهر جزء مبلل من سروالها فشهقت بدور وقالت پصدمة
_ يا فضيحتك يا إيلين!
يتبع تطلعت إيلين لبدور پصدمة فوقفت الأخرى محاولة سحبها
_ يلا نطلع دي فرصتك عشان تروحي. حركت رأسها يمينا وشمالا برفض وهي متشبثة بمكانها
_ مقدرش.
عقدت حاجبيها باستغراب
_ ليه
عضت إبهامها بتوتر ثم أجابت بإحراج
_ لاني عملتها!
_ عملتي ايه
رفعت طرف
البلوزة إلى الأعلى ليظهر جزء مبلل من سروالها فشهقت بدور وقالت پصدمة
_ يا فضيحتك يا إيلين! انتي لسه صغيره عشان تعملي كده
لوت إيلين شفتيها وملامحها أصبحت تنذر بالبكاء وقالت
_ مانتي عارفه اني بخاف واجبرتيني اتفرج على الفيلم. ڠصب عني والله!
عضت بدور إبهامها بتفكير ثم قالت بسرعة
_ طيب قومي روحي لاوضتي بسرعه وخدي اي حاجه من هدومي وادخلي الحمام وانا هطلب من طنط كريمة او ايوحده تنضف بقعتك.
أومأت لها إيلين وقد شرعت بالبكاء بالفعل ثم ذهبت إلي غرفة بدور بينما نزلت الأخرى ودخلت المطبخ لتطلب من إحدى الخادمات تنظيف مكانها بسرعة ثم خرجت للبحث عن آدم. بحثت عنه متفادية الدخول إلى قاعة الجلوس بسبب تجمع العائلة هناك إلى أن وجدته في غرفةالمكتب يبحث فيه عن شيء ما فسألته بإستغراب
_ بتعمل ايه هنا
أجاب دون أن يرفع نظره إليها
_ كان فيه فيلم جامد جدي خده مني وخباه وانا مش لاقيه.
_ طيب سيبك منه دلوقتي وشوفه بكره إيلين مامتها اتصلت عليها وقالتلها تروح
رفع وجهه إليها بتساءل
_ ومتروحش لوحدها ليه
_ الوقت اتأخر ومينفعش تروح لوحدها لأنها بنت وكده ..
أومأ برأسه بضيق بعد أن توقف عن البحث ثم توجه للخروج فإستوقفته بدور بسرعة
_ رايح فين
إلتفتت إليها ورفع حاجبه بإستغراب
_ هجيب مفاتيح العربيه في حاجه
توترت قليلا ثم قالت
_ وتتعب نفسك ليه انا هبعتهم مع إيلين.
أومأ بملل ثم توجه للخروج قائلا
_ طيب هستناها في الجراج قوليلها متتأخرش.
_ اوك.
ركبت في المقعد