اسكرييت بقلم هند حارس

"اتنيلي البسي أي حاجة كدا كدا مش هيبان عليكي معرفش مين اللي اتعمى في عينه وجاي يتقدملك"
كنت قاعدة في أوضتي لما ماما دخلت عليا بطريقة هجومية مش مستغربة بصراحة دي طريقتها بتعاملني وكأني بنت جوزها مش بنتها!
سكت شوية وهي واقفة وبحاول الدموع متتجمعش في عيني وأنا برد بصوت مهزوز بطبيعتي
"حاضر حاضر "
سمعت ردي وبصتلي بقرف وخرجت وقتها قدرت أسمح لدموعي إنها تنزل
مش هنكر أنا شخصية سلبية وبكتم جوايا حزني ووجعي مش بتكلم
بس مين مش هيضايق لما يكون أهله اللي مفروض يبقوا جيشه الوحيد بيتعمدوا يذلوه قدام نفسه وقدام الناس
مكنتش كدا والله كنت شخصية حلوة واجتماعية ويمكن لحد دلوقتي الكل كان يشوفني كدا في الكلية
بس الحقيقة
أنا حد سلبي ومبعترضش على أي ظلم اتعرضت ليه ولا على أي حد يزعلني
أهلي رسمولي صورة في عقلي إني مستاهلش حاجة لا حب ولا تقدير ولا احترام
دائما شايفين إني شخص كئيب مبيتكلمش بس هما السبب في دا
شايفين إني شخص فاشل برغم نجاحي الدراسي
طب
مفيش إنسان بلا عيوب ليه يمسكوا في العيوب ويسيبوا المميزات!
مسحت دموعي اللي نزلت بصمت كالعادة وقمت ألبس
مفروض أعترض أختار شريك حياتي بنفسي
مش في قاموس أهلي مقدميش غير إني أدعي وكل شيء بالدعاء آت
صبرت كتير هوقف هنا!
الكلام كان في دماغي "البسي أي حاجة كدا كدا مش هتفرق" عندها حق
بتأثر بالكلام السلبي أه ودا سبب إن شخصيتي بقت كدا برغم إن شخصيتي برا البيت محبوبة
لبست نبيتي غامق وخمار أسود يمكن دا أفتح حاجة عندي ودا سبب إنهم طول الوقت بيقولولي كئيبة مبتكلمش واخدة جنب لوحدي في البيت لأني عارفة لو اتكلمت مفيش حاجة هتتغير
بعد ساعة لقيت ماما بتدخل تناديني والكلام لا يخلو من التهزيق الغير مبرر
لما طلعت قعدت فاقدة الشغف
وجودي هنا غصب عني كارهة الشخص اللي معرفوش بسبب إني حاسة إني هتغصب عليه غصب عني
سرحت في تفكيري
لحد ما سمعت صوته بيتكلم
" الكلام اللي قالوه طلع صح حد هادي ومبيتكلمش وكئيب زي
رفعت دماغي بذهول وقح! أقل وصف يقال في حقه دا باين عليه هيبقى مرار طافح
نزلت عيني وبحاول أتحكم في دموعي سلبية أه
أهلي شايفني كدا هتوقع إيه من حد معرفوش!
"يبقى الكلام اللي سمعته عنك صح شخصية سلبية كمان "
متكلمتش ولا رفعت عيني وحسيته مضايق ومتعصب هو عايز حد سلبي بلا شخصية زيي هيتضايق ليه!
بعد شوية ماما دخلت بابتسامة عمرها ما كانت ليا وبتتكلم باعتذار وكأني تسببت في مشكلة
"معلش يا بني لو ضايقتك بس هي واحدة كئيبة كدا مالهاش في الكلام والحاجات دي أنا مش عارفة مين اللي قالك عليها لو عايز حد كويس فأختها أحلى منها وبتعرف تتكلم إنجليزي وبتلبس أحسن لبس وكمان دي مبتعرفش "
مقدرتش أتحكم في دموعي ونزلت غصب عني
رفعت عيني لقيته بيبصلي بغضب وخنقة
كنت مستنية رده هو كمان ويكملوا ذل فيا
لكن صدمني رده لما حاول يتصنع ابتسامة بعد ما قاطع كلامها
"مين قال بالعكس هي حد لطيف وطيب وشخصيتها حلوة ومحترمة!
هتمنى إيه في زوجتي أكتر من كدا
اللي
تقدروا تحددوا ميعاد كتب الكتاب على طول "
بصلي برفعة حاجب بعد ما خلص وكأنه بيقولي "ياريت تعترضي "
نزلت راسي بتشوش
هو بيعمل إيه هو عايز مني إيه
آه صح هيلاقي فين شخصية سلبية زيي مبتتكلمش ولا تعترض بتقول حاضر ونعم!
سمعت صوت زغروطة ماما وكأنها ما صدقت لاقت حد يقبل بيا وكانت فاقدة الأمل في دا
مقدرتش أتحمل كم الذل دا وجريت على أوضتي أعيط
على حياة عشتها في ذل بدون اعتراض وحياة مع حد مجهول معرفش عنه حاجة حتى اسمه!
الغريب في الأمر إن بعد ما شبه بقيت مخطوبة وفاضل كتب الكتاب لقيتهم بيعاملوني كويس وكأني بقيت كنز بالنسبة ليهم
عاملوني بحنية لدرجة كنت حاسة بالامتنان للشخص اللي معرفوش حتى لو كانت الحنية دي مؤقتة
جي يوم كتب الكتاب ومحستش بفرحة ولا أي حاجة زي أي بنت في اليوم دا
صحابي جم وخلوا الموضوع أحسن بالنسبة ليا
أهلي اتفاجئوا إني بهزر عادي وبضحك بصوت معاهم
حسيتهم ندموا على معاملتهم ليا
بس بعد إيه
بعد